إنكار علماء الأحياء وحدة الأصل البشري
وأسوأ من ذلك ما يتخبط فيه من يسمون بعلماء الأحياء؛ فإنهم يزعمون أن مسألة: أب واحد، أو أسرة واحدة من أب وأم، وتفرع منها -أي: من الأسرة- الجنس البشري كله؛ أنها خرافة قديمة، وأن المسألة -كما يزعمون- هي تطور عضوي، وهناك طوائف من الناس في أقاليم معينة قد سبقت في التطور أبناء طوائف أخرى؛ ولهذا يختلفون: في أي مكان ظهر الإنسان القديم، وفي أي منطقة من مناطق العالم يكون تطوره أعظم؟ فالبعض يرى أن الإنسان كان تطوره الأول في الصين ، وأن الإنسان الصيني -كما وجد من خلال الحفريات- قد اكتمل تطوره قبل كذا ألف سنة، فبعضهم يقول: قبل خمسين ألف سنة، أو خمسة وأربعين ألف سنة، والبعض يرى أنه أول ما تطور الإنسان كان في بلاد الرافدين ، وبعضهم يزعمون: أن الإنسان أول ما وجد، وأول ما تطور كان في أفريقيا ، وكان من أسرة سوداء؛ رداً على العنصرية البيضاء.. وهكذا.فيختلفون في ذلك، وينكرون القول بأن أصل بني آدم جميعاً هو رجل واحد، أو أسرة واحدة، وتفرع منها هذا الجنس بأكمله.